
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
صعدت السعودية حرب الأسعار التي أطلقتها في سوق النفط مع روسيا يوم الثلاثاء حيث تعهدت شركتها المملوكة للدولة أرامكو بتزويد 12.3 مليون برميل يومياً وهو رقم قياسي الشهر القادم في زيادة ضخمة لإغراق السوق.
وتضع زيادة المعروض—التي تزيد 25% عن الإنتاج الشهر الماضي—أرامكو فوق طاقتها القصوى المستدامة مما يشير ان المملكة ستستعين حتى بمخزونها الاستراتيجي لضخ أكبر قدر ممكن من الخام في السوق وفي أسرع وقت ممكن.
وردت موسكو بعدها بدقائق بتصريح وزير الطاقة ألكسندر نوفاك ان روسيا لديها القدرة على زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً. وهذا ربما يضع إنتاج الدولة عند 11.8 مليون برميل يومياً وهو أيضا رقم قياسي.
وقال جعفر العطية ، العضو المنتدب لدى مجموعة المنار الاستشارية في ابو ظبي "يوجد قدر كبير من السجال في السوق بين السعودية وروسيا". "كلاهما يستعد لخوض حرب أسعار شرسة جداً ".
وكانت تلك أحدث مناورة فيما من المتوقع ان يكون صراعاً طويلا ومريراً بين الحليفين السابقين. وحذا أعضاء أخرون بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) حذوهما مع إعلان العراق أنه سيزيد الشحنات بمقدار 350 ألف برميل يومياً الشهر القادم وستضيف نيجيريا حوالي 100 ألف برميل إضافية.
وتواجه السوق وضعاً غير مسبوق بقفزة هائلة في المعروض مع انخفاض تاريخي في الطلب بسبب فيروس كورونا. ويوم الاثنين، هبط سعر الخام نحو 25% في أكبر انخفاض ليوم واحد منذ نحو 30 عاماً مما خلق اضطرابات في أسواق الأسهم والسندات العالمية.
وتعافت اسعار النفط يوم الثلاثاء لترتفع ضمن صعود أوسع نطاقاً في الأسواق العالمية. وتداول خام برنت على ارتفاع 9.6% عند 37.64 دولار للبرميل في الساعة 11:39 صباحا بتوقيت لندن.
وستتحدد نتيجة حرب الأسعار بقدرة كل جانب على إلحاق ضرر وأيضا بقدرتهما على التحمل.
وتمتلك السعودية قدرات هجومية اكبر، بفضل طاقة إنتاج معطلة بنحو مليوني برميل. ويمكن للرياض أيضا ان تستخدم مخزونها الاستراتيجي من النفط لزيادة الإمدادات في وقت قصير جدا، بحسب أشخاص مطلعين على استراتجيتها. وبالإضافة للمخزونات المحلية، تخزن المملكة أيضا خاماً قرب مراكز استهلاك في روتردام وأوكيناوا وميناء سيدي كرير المصري. ولا تملك روسيا شبكة من مخزونات نفط استراتجية تضاهي بها السعودية.
ولكن ربما لدى روسيا تفوق دفاعي. فيمكن للكريملن ان ينهل من صندوق ثروة بقيمة 150 مليار دولار لتعويض أثر التراجع في الاسعار ودعم الروبل. وقالت وزارة المالية الروسية أن هذه الاحتياطيات تكفي لتغطية إيرادات مفقودة "لست إلى عشر سنوات" عند أسعار للنفط بين 25 دولار إلى 30 دولار للبرميل.
وفي السعودية، إذا ظل خام برنت عند 35 دولار بدون تعديل في الإنفاق الحكومي، فسوف تسجل المملكة عجزاً قدره 15% من الناتج الاقتصادي في 2020، بينما قد تنفد احتياطياتها الضخمة من النقد الأجنبي خلال حوالي خمس سنوات ما لم تستغل مصادر تمويل أخرى، وفقا لبنك أبو ظبي التجاري.
بدأت إيطاليا أول حجر صحي على مستوى دولة في نظام ديمقراطي حديث إذ أن تباطؤ إنتشار فيروس كورونا المستجد في البلدان الأشد تضرراً في أسيا قوى الدوافع لإقدام الحكومات على إغلاق مدن وحتى دول بأكملها.
وكانت شوارع كثيرة تكون مزحومة في الطبيعي في روما شبه مهجورة وبدأت الشرطة في العاصمة توقيف الناس من أجل فحصهم إذا كانوا مضطرين للسفر بعد قيود جديدة حدت من الحركة من وإلى وداخل إيطاليا. وسجلت الدولة 9172 حالة مؤكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد، منهم 463 قد توفوا، وفق بيانات جمعتها جامعة جون هوبكينز صباح الثلاثاء.
وأصدرت النمسا حظراً على دخول مواطنين إيطاليين إلى الدولة ما لم يكن بحوزتهم شهادة طبية، في مسعى للحد من إنتشار كورونا.
وتعافت بعض الشيء أسواق الأسهم العالمية وأسعار النفط بعد تراجعات عنيفة يوم الاثنين، فيها تكبدت أسعار الطاقة خسائر تاريخية وسجلت الأسهم الأمريكية أكبر انخفاض منذ الأزمة المالية العالمية.
وظل المستثمرون قلقين حول توقعات الأسواق العالمية، مشيرين ان الأسهم عند مستويات أقل بكثير مما بدأت عليه الأسبوع. وقوبلت تعهدات الرئيس ترامب بمناقشة إجراءات مثل خفض الضرائب على الرواتب مع الكونجرس لتخفيف الضرر الاقتصادي الناتج عن تفشي فيروس كورونا بتفاؤل حذر.
وكان مسؤولون بالإدارة الأمريكية يخططون للاجتماع مع نواب جمهوريين بالكونجرس لمناقشة المقترحات يوم الثلاثاء. وقال ترامب أنه سيعقد مؤتمراً صحفياً ظهر الثلاثاء (بالتوقيت الأمريكي) للكشف عن المقترحات بمزيد من التفاصيل. وقال "ستكون كبيرة جداً".
وتوجد 755 حالة إصابة مؤكدة في الولايات المتحدة، مع 26 حالة وفاة على الأقل—22 في ولاية واشنطن وحالتين في كاليفورنيا وحالتين في فلوريدا. وأعلنت 12 ولاية أمريكية على الأقل حالات طواريء حيث يشجع المسؤولون المحليون الفئات الأكثر عرضة للخطر—مثل من هم فوق سن 60 عاماً أو من لديهم مشاكل صحية --بالبقاء في المنازل وتجنب التجمعات الكبيرة.
وأعلنت شركات الطيران الأمريكية يوم الثلاثاء عن إجراءات للإستجابة لتأثير الفيروس بخفض المزيد من الرحلات الجوية عبر الأسواق الداخلية والدولية وتوقيف طائرات وتجميد التوظيف. وقالت شركتا "أمريكان إيرلاينس جروب" و"دلتا إير لاينز" أنهما تخططان لخفض عدد الرحلات الجوية، بينما ابلغ جاري كيلي المدير التنفيذي لسوث ويست إيرلاينس الموظفين انه سيخفض راتبه 10% حيث تواجه الشركة أكبر أزمة منذ عقود.
وأصبحت جامعة هارفارد أحدث جامعة تلغي الدراسة لمنع إنتشار الفيروس، بينما طلبت الشركات في ولاية واشنطن وسان فرانسيسكو ونيويورك من الموظفين العمل من المنزل وألغت المنظمات فعاليات رئيسية.
وإستعد السكان في ست ولايات للتوجه إلى مراكز الإقتراع يوم الثلاثاء حيث يتنافس المرشحا ن الديمقراطيان لخوض انتخابات الرئاسة جو بايدن وبيرني ساندرز على الفوز بعدد أكبر من المندوبين في الانتخابات التمهيدية للحزب. وسكان ولاية واشنطن، التي فيها ثبت إصابة 162 شخصاً على الأقل بالفيروس، من بين من سيدلون بأصواتهم عن طريق البريد.
وفي الصين، التي فيها بدأ تفشي الفيروس في ديسمبر وتسارع إنتشاره خلال فبراير، أشار تضاؤل عدد حالات الإصابة الجديدة وانخفاض عدد المرضى أن الدولة سيطرت على الوباء داخل حدودها، رغم ان حالات الإصابة تواصل ارتفاعها بحدة على مستوى العالم.
وأعلنت الدولة يوم الثلاثاء 19 حالة إصابة جديدة فقط بكورونا ليصل العدد الإجمالي من الحالات إلى 80.745. وقالت سلطات الصحة في الدولة ان 17.721 شخصا مرضى حالياً بالفيروس المسمى كوفيد-19، بعد ان توفى 3.136 شخصاً وتعافى حوالي 60 ألف.
وسافر الرئيس شي جين بينغ إلى مدينة ووهان بوسط البلاد في زيارة مفاجئة، هي الأولى لمركز الوباء منذ ان إندلعت الأزمة الصحية. وكان وصوله إلى المدينة الموبؤه بالمرض، التي أُغلقت قبل شهر ونصف، علامة على ان الأوضاع تحسنت بقدر كبير جعل السلطات ترى آماناً في قيام الزعيم الأعلى للدولة بالزيارة.
وعلى مستوى العالم، قفز العدد الإجمالي من حالات الإصابة المؤكدة بكورونا عبر 115 دولة وإقليماً يوم الثلاثاء إلى 115.965، وفق بيانات جمعتها جامعة جون هوبكينز. وتوفى أكثر من 4 ألاف شخصاً بالمرض الشبيه بالاتهاب الرئوي.
وتسجلت أكثر من 35.200 حالة خارج البر الرئيسي للصين.
وأعلنت إيران 54 حالة وفاة جديدة من جراء فيروس كوفيد-19 يوم الثلاثاء، وهي أكبر حصيلة وفيات يومية في الدولة منذ رصد الفيروس لأول مرة هناك منذ نحو ثلاثة أسابيع ليصل العدد الإجمالي من الوفيات إلى 291. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية أن العدد الإجمالي من الإصابات في الدولة وصل إلى 8.042 مع تسجيل 881 حالة إصابة جديدة.
ولدى ست دول أخرى، من بينها فرنسا وإسبانيا وألمانيا، الأن أكثر من ألف حالة مؤكدة لكل منها.
وأعلنت كوريا الجنوبية، التي قبل أيام قليلة كانت الدولة صاحبة العدد الأكبر من حالات الإصابة بكورونا خارج الصين، 131 حالة جديدة، ليصل العدد الإجمالي إلى 7513 من بينهم 54 حالة وفاة.
وارتبط أكثر من 50 حالة إصابة جديدة بمركز اتصالات في سول، عاصمة الدولة، مما يثير المخاوف من إنتشار مجتمعي أكبر في المدينة التي يقطنها حوالي 25 مليون نسمة. ومع ذلك، انخفضت أعداد الحالات الجديدة في كوريا الجنوبية—التي تخطت ال900 في ذروتها—على مدى الايام السبع الماضية.
وقال دالي فيشر، خبير الأمراض المعدية في جامعة سنغافورة الوطنية، انه بعد ستة أسابيع من إتخاذ الصين الإجراء القاسي بإغلاق مدينة ووهان، يقترب عدد الحالات الجديدة في الأقاليم الأخرى من الصفر بينما تراجعت بحدة معدلات الإصابة في ووهان. وكان دكتور فيشر ضمن فريق دولي من الخبراء تقوده منظمة الصحة العالمية زار الصين الشهر الماضي للتعرف على المزيد حول هذا الفيروس.
وفي غياب علاج أو مصل لهذا المرض، قال ان السبيل لإحتواء إنتشار الفيروس يجب ان يكون واحداً في كل مكان ألا وهو برصد الحالات مبكراً وتعقب المخالطين لها وعزل الناس الذين تظهر عليهم أعراض.
فاجأ الرئيس دونالد ترامب أعضاء إدارته بالتعهد بالكشف عن تفاصيل حزمة اقتصادية يوم الثلاثاء استجابة للأسواق التي تعاني بشدة من تفشي فيروس كورونا، حسبما قالت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرج.
وكما أوضح ترامب في تعليقات يوم الاثنين، سيشمل المقترح على الأرجح تخفيض الضرائب على الرواتب وتوسيع قصير الآجل للإجازات المرضية المدفوعة، وفق ما ذكرته المصادر التي وصفت المقترح بشرط عدم الكشف عن هويتها قبل الإصدار المخطط له.
وأضافت المصادر أن إدارة ترامب تعمل على إجراءات اقتصادية محتملة منذ حوالي 10 أيام لكنها كانت غير مستعدة لتقديم تفاصيل بهذه السرعة.
ويتعرض ترامب لضغط متزايد للتحرك بعد أيام من الخسائر الحادة في الأسواق العالمية والتي أوقد شراراها المخاوف من ان يسفر فيروس كورونا المستجد عن حدوث ركود. وهوت الأسهم الأمريكية أكثر من 7.5% يوم الاثنين—في أسوأ يوم لبورصة وول ستريت منذ الأزمة المالية العالمية—بينما حرب أسعار شاملة في سوق النفط أثارت حفيظة المستثمرين القلقين بالفعل من إنتشار الفيروس.
وبينما يعول ترامب على الاحتياطي الفيدرالي في الاستجابة، إلا ان خبراء اقتصاديين شددوا على ان الأزمة ستتطلب إستجابة متعددة الأوجه من الحكومات والعاملين بالقطاع الطبي ومسؤولي البنوك المركزية وأخرين لوقف الاضرار البشرية والاقتصادية.
قفزت الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء مقلصة بعض خسائرها عقب موجة بيع قاسية يوم الاثنين كبدت المؤشرات الرئيسية أكبر تراجعات ليوم واحد منذ الأزمة المالية العالمية.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 801 نقطة أو 3.4% إلى 24463 نقطة بعد وقت قصير من جرس فتح التداول. وأضاف مؤشر ستاندرد اند بورز 3.4% وصعد مؤشر ناسدك المجمع 3.6%.
وكانت كافة المؤشرات الثلاثة على وشك الدخول في سوق هابطة التي تعرف بإنخفاض نسبته 20% عن مستويات قياسية مرتفعة تسجلت مؤخراً—قبل ان تتعافى يوم الثلاثاء.
وإمتدت التقلبات الكبيرة إلى أسواق أخرى أيضا حيث ارتفعت بقوة أسعار النفط بعدأكبر انخفاض منذ 1991 وارتدت عائدات السندات الحكومية الأمريكية من مستويات قياسية منخفضة.
وبالنسبة لكثير من المحللين، أشار حجم تحركات يوم الثلاثاء ان الأسواق لاتزال في خضم تعافِ مهدد ربما يستغرف أيام أو أسابيع حتى يتحقق بالكامل.
وشعر كثيرون ببعض الارتياح من خطط المسؤولين الحكوميين للمساعدة في تعويض أثر تباطؤ متوقع في النشاط الاقتصادي بسبب وباء فيروس كورونا: فيخطط مسؤولو البيت الأبيض للاجتماع مع المشرعين لمناقشة إجراءات محتملة، من بينها تخفيض الضريبة على الرواتب وتقديم مساعدة للعاملين بأجر بالساعة، بينما كشفت الحكومة اليابانية عن خطة بمليارات الدولارات لمساعدة الشركات المتضررة من فيروس كورونا.
ولكن يحذر محللون من تلك الإجراءات ربما لا تكون كافية لتهدئة قلق المستثمرين، خاصة مع إشارة مسؤولي الصحة ان عدد حالات الإصابة بكورونا من المرجح ان تواصل ارتفاعها حول العالم.
وفي أسواق الطاقة، صعدت السعودية وروسيا حرب أسعار بينهما في سوق النفط مع زيادة الرياض الإنتاج وتصريح موسكو أنها مستعدة لضخ كميات أكبر من الخام.
وقال هاري تشيلينجويريان، رئيس استراتجية السلع لدى بي.ان.بي باريبا، أن المملكة ربما لا تتمكن من رفع الإنتاج إلى حد كبير في مثل هذا الوقت القصير.
وقال تشيلينجويريان "لم نشهد أبدا السعودية تنتج على أساس مستدام 12 مليون برميل يومياً". "هذا أمر صعب تحقيقه".
وهذا ربما يفسر جزئيا سبب ان الخام الأمريكي عوض بعض خسائر الجلسة السابقة وارتفع 7.9% إلى 33.60 دولار للبرميل. ومع ذلك، تبقى أسعار النفط أقل بكثير مما بدأت عليه العام.
قالت وكالة الحماية المدنية في إيطاليا يوم الاثنين ان حصيلة الوفيات من جراء تفشي فيروس كورونا في البلاد ارتفعت بمقدار 97 إلى 463، وهو معدل زيادة أقل من المسجل قبل يوم.
وارتفع إجمالي أعداد المصابين في إيطاليا، البلد الأوروبي الأشد تضرراً بالفيروس في أوروبا، 24% إلى 9172 ، وهي الزيادة اليومية الاكبر من حيث الأرقام المطلقة منذ ان بدأت العدوى يوم 21 فبراير.
وقال رئيس الوكالة انه من بين المصابين، تعافى بالكامل 724 مقارنة مع 622 قبل يوم. ويوجد حوالي 733 شخصاً في العناية المركزة مقابل العدد السابق 650.
يتأهب المستثمرون في الذهب لقلق متزايد في الأسواق حيث أثارت أسوأ موجة بيع في النفط منذ 1991 تراجعات عنيفة في الأسهم.
وقفز المعدن فوق 1700 دولار للاوقية عندما فتحت الأسواق في أسيا، قبل ان يتراجع مع قيام مديري المحافظ بجني أرباح في المكاسب لتغطية خسائر في أصول أخرى. وقفز مؤشر التوقعات للتقلبات السعرية للمعدن خلال 30 يوم إلى أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2015.
وبينما يُنظر للذهب كملاذ آمن تقليدي خلال أوقات الاضطرابات، كانت تحركاته متقلبة في الشهر الماضي. وبينما الحاجة لجمع سيولة نقدية دفع بعض المستثمرين لبيع المعدن إلا ان المراهنات المتزايدة على ان الاحتياطي الفيدرالي سيخفض تكاليف الإقتراض تعزز جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً.
وقال نعيم أسلام، كبير محللي السوق في أفا تريد، عبر البريد الإلكتروني يوم الاثنين "من حيث التقلبات، هذا طبيعي خاصة عندما ترى السوق احتمال لتخفيض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في مارس". "وواقع ان السعر إخترق حاجز 1700، هذا يدفعنا للإعتقاد أنه توجد فرص قوية لتجاوز السعر هذا المستوى مجدداً".
وقفزت العقود الاجلة للذهب 1.9% إلى 1704.30 دولار للاوقية، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2012. وتخلى المعدن عن أغلب المكاسب ليتداول عند 1672.79 دولار بحلول الساعة 8:10 مساءاً. وقفزت الأسعار 12% هذا العام إلى أعلى مستوى في سبع سنوات.
ويشير إجماع الأراء ان الذهب سيواصل صعوده. وتتنبأ وحدة إدارة الثروات في يو.بي.إس جروب ان الأسعار قد ترتفع صوب 1800 دولار في غضون أسابيع، بينما يتوقع سيتي جروب ان يقفز المعدن إلى 2000 دولار بنهاية 2021.
ومع ضربات متلاحقة من التباطؤ الناجم عن الفيروس وتهاوي أسعار النفط الخام، قال وارين جوردون، المدير التنفيذي للسلع والعملات في يو.بي.إس، أن كل الأنظار ستنصب على ما سيفعله البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي للدفاع عن توقعات التضخم.
وأوضح علامة على ان المستثمرين لازالوا متفائلين تجاه الذهب، تواصل صناديق المؤشرات المدعوم بالمعدن جذب تدفقات. وسجلت صناديق الذهب الاسبوع الماضي أكبر زيادة منذ سبتمبر، بحسب بيانات جمعتها بلومبرج.
قفز الين والفرنك السويسري عملتا الملاذ الآمن يوم الاثنين حيث إنهارت شهية المخاطرة بعد ان أثار هبوط أسعار النفط بنسبة 30% وتهاوي أسواق الأسهم الذعر لدى المستثمرين وقاد أسعار العملات للتأرجح بشكل حاد.
وشعر المستثمرون أيضا بالذعر بعدما تراجعت عائدات السندات الأمريكية إلى مستويات قياسية مع نزول العائد على السندات القياسية لآجل عشر سنوات دون 40 نقطة أساس وانخفاض كامل منحنى العائد دون 1% لأول مرة على الإطلاق.
هذا وزاد بشكل أكبر القلق في السوق المضطربة بالفعل وسط تحركات جامحة على مدى أسابيع حيث يكافح المستثمرون لتقييم الضرر الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا.
وهوت أسعار النفط 30% بعد ان تعهدت السعودية بتخفيض الأسعار وزيادة الإنتاج بعد إنهيار اتفاقية أوبك لخفض المعروض.
وعلى صعيد فيروس كورونا، تخطى عدد الأشخاص المصابين بالفيروس 110 ألف حالة حول العالم حيث إنتشر المرض إلى المزيد من الدول وتسبب في ضرر اقتصادي أكبر.
ونتيجة لذلك، قفزت تقلبات العملة.
وقفزت التقلبات في سوق اليورو/دولار—زوج العملة الأكثر تداولا في العالم—إلى أعلى مستوى منذ أبريل 2017 حيث قفز اليورو أكثر من واحد بالمئة إلى أقوى مستوياته منذ يناير 2019.
وارتفعت التقلبات الضمنية في الدولار/ين إلى أعلى مستوى في 11 عاماً عند أكثر من 18% حيث هبط الدولار إلى أضعف مستوياته منذ 2016.
وفي تعاملات محمومة، نزل الدولار إلى 101.20 وهو أدنى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات. وانخفض الدولار في أحدث تعاملات 3.2% إلى 101.82 ين.
ويتجه الين نحو أكبر مكسب خلال ثلاثة أيام منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. ويرتفع حوالي 9% في اثنى عشر يوم من التداول.
وصعد اليورو 1.3% إلى 1.1425 دولار بعد ان لامس في تعاملات سابقة عند 1.1492 دولار.
وهبط مؤشر الدولار إلى أضعف مستوياته منذ سبتمبر 2018، وبلغ في أحدث تعاملات 95.039 بانخفاض 0.5%.
وتسجلت أيضا تحركات كبيرة في عملات مرتبطة بأسعار النفط.
وهوت الكرونة النرويجية إلى مستويات قياسية. وأضاف اليورو 4% مقابل الكرونة إلى 10.857 وربح الدولار 2.8% إلى 9.509 كرونة.
وخسر الدولار الكندي 1.3% مقابل نظيره الأمريكي، الذي ارتفع إلى 1.3598 دولار كندي.
وتراجع الدولاران الاسترالي والنيوزيلندي في تعاملات سابقة نحو 2% قبل ان يتعافيان.
قفز مؤشر تقلبات السوق إلى أعلى مستوى منذ 2008 يوم الاثنين حيث أثار تهاوي في أسعار النفط ذعر المتعاملين القلقين بالفعل حول فيروس كورونا.
وقفز مؤشر التقلبات المعروف بمؤشر الخوف VIX، الذي يقيس التقلبات الضمنية خلال 30 يوماً لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 بناء على أسعار عقود الخيار، إلى 62 نقطة، وهو أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2008 على أساس تعاملات جلسة.
وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 7% عند الفتح مما أسفر عن إيقاف التداول وهو إجراء بدأت بورصة نيويورك العمل به بعد إنهيار الاثنين الأسود في 1987.
وكان مؤشر التقلبات يسجل بالفعل مستويات صادمة الاسبوع الماضي حيث تعرضت الأسهم لاضطرابات من جراء الأخبار المتعلقة بالفيروس.
ويوم الجمعة، تخطى المؤشر مستوى 50 نقطة، وهو حاجز إخترقه أخر مرة عندما تهاوت الأسواق في فبراير 2018.
قال خبراء اقتصاديون لدى بنك جولدمان ساكس أنهم يتوقعون ان يواصل الاحتياطي الفيدرالي تخفيض أسعار الفائدة ليصل بها مجدداً إلى مستواها القياسي المتدني في 2016 حيث يشهد نشاط الاقتصاد الأمريكي جموداً بسبب فيروس كورونا.
وقال جان هاتزيوس، كبير الاقتصاديين لدى جولدمان ساكس، في تقرير للعملاء يوم الاثنين أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس عندما يجتمع صانعو السياسة يومي 17 و18 مارس ومجدداً في اجتماعهم يومي 28 و29 أبريل.
وستكرر مثل هذه التخفيضات الخطوة التي أجراها الاحتياطي الفيدرالي الاسبوع الماضي في أول خفض طاريء لأسعار الفائدة منذ 2008 وسيقود في النهاية سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق صفر إلى 0.25% الذي شوهد أخر مرة في 2016.
وحتى وقت قريب في أواخر فبراير، كان جولدمان ساكس يتنبأ بأن يترك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير هذا العام. وقبل توقعات يوم الاثنين، كان يتوقع قيام البنك المركزي بتخفيض 25 نقطة أساس في كل من مارس وأبريل.
ساد الذعر في الأسواق يوم الاثنين لتتكبد الأسهم الأمريكية خسائر عنيفة إلى حد أدى إلى إيقاف التداول—حيث أثارت حرب أسعار في سوق النفط والتداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا الفزع لدى المستثمرين، الذين هرعوا إلى آمان السندات الحكومية مما قاد العائدات إلى مستويات متدنية غير مسبوقة.
وهوى مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد اند بورز 7% عند الفتح، وهو انخفاض أسفر عن إيقاف التداول لمدة 15 دقيقية. وبعد إستئناف التعاملات، تراجعت الأسهم بدرجة أكبر قليلا ثم تعافت قليلا لتصل خسائر مؤشر ستاندرد اند بورز 500 نسبة 5.9%.
وإنهار مؤشر داو جونز الصناعي 1565 نقطة أو 6.1% إلى 24272 نقطة. وخسر مؤشر ناسدك المجمع 5.6%.
وسجلت كافة المؤشرات الأحد عشر لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 تراجعات، ليقودها قطاع الطاقة، الذي خلال التعاملات هبط 10%.
وأدى قرار السعودية في عطلة نهاية الاسبوع إشعال حرب أسعار بتصعيد صدام مع روسيا إلى تكبد أسعار النفط أكبر خسارة منذ حرب الخليج في يناير 1991. وينظر عادة لأسعار الخام، بجانب عائدات السندات الحكومية الأمريكية، كمقياس رئيسي لسلامة الاقتصاد والثقة.
وقال غريغوري بيردون، مدير الاستثمار المشترك في البنك الخاص أبربوثن لاثام، "كان هناك دائماً إفتراض أنه عندما ينهار سعر النفط يصبح العالم أكثر ظلاماً، سواء كان هذا مدفوع بصدمة في الطلب أو في المعروض". وتضع التوترات الأخيرة سوق النفط في منطقة مجهولة بعض الشيء في ظل ضغط على المعروض والطلب حيث يهدد فيروس كورونا بتقويض طلب الشركات على الطاقة.
ويضاف تهاوي أسعار الخام إلى اضطرابات مستمرة منذ أسبوعين في أسواق الأسهم والائتمان حيث بات المستثمرون قلقين بشكل متزايد بشأن تعثر النمو العالمي. وأثار أيضا مخاوف جديدة حول المخاطر المرتبطة بشركات الطاقة المثقلة بالديون في السوق عالية العائد، والتداعيات على شركات أخرى إذا تقيدت أسواق الائتمان الأوسع نطاقاً.
وعززت السندات الحكومية، التي صعدت بالفعل إلى مستويات مرتفعة غير مسبوقة، المكاسب. وانخفض العائد على السندات الأمريكية لآجل عشر سنوات، الذي يتحرك عكس أسعار السندات، إلى 0.431%. ونزل العائد على السندات لآجل 30 عاما دون 1% ليصل إلى 0.866%.
وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك يوم الاثنين انه سيزيد حجم القروض قصيرة الآجل التي يعرضها على أسواق النقد وسط نوبة بيع أخذة في التسارع عبر الأسواق. ويسلط الإجراء الضوء على المخاوف المتنامية بشأن قيود التمويل والسيولة.
وقال توماس هايس، رئيس شركة جريت هيل كابيتال وهي شركة إدارة صناديق تحوط مقرها نيويورك، "الخوف اليوم من ركود عالمي". "إذا لم تعد روسيا إلى الطاولة قريبا، يقلق المستثمرون من خطر التخلف عن السداد وضيق الائتمان المتاح وحتى حدوث ركود".
وتكثف سلطات الصحة العامة الجهود لإحتواء تفشي فيروس كورونا مما يؤدي إلى انخفاض في نشاط الشركات وتقليص التجارة العالمية. وتجاوز عدد حالات فيروس كورونا المؤكدة 110 ألف مع 3.800 حالة وفاة على مستوى العالم. وأعلنت ثماني ولايات أمريكية على الأقل من بينها ولاية نيويورك حالة طواريء حيث تنتشر الإصابات إلى أنحاء جديدة من الولايات المتحدة، وفرضت إيطاليا حجراً صحياً على حوالي 17 مليون شخصاً.
وخسر خام برنت، المقيس العالمي لأسعار النفط، 23% ليسجل 35.10 دولار للبرميل، بينما إنهار الخام الأمريكي 23% إلى 31.69 دولار للبرميل.
وقبل جرس فتح التداول في نيويورك، كانت الشركات الأمريكية المنتجة للطاقة من بين الأشد تضرراً. وهوى سهما شيفرون وإيسكون موبيل أكثر من 15% في تعاملات ما قبل الفتح. ونزلت أسهم شركات الطاقة الاصغر بوتيرة أشد حدة لتسجل "ديفون انيرجي" و"أوكسيدنتال بيتروليوم" و"ماراثون أويل" خسائر تزيد عن 30%.
وقال محللون ان ارتفاع حالات الإفلاس بين شركات الطاقة الامريكية ربما يجعل من الأصعب على الشركات في قطاعات أخرى الدخول إلى أسواق الائتمان.