
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
1/ الفيدرالي يجتمع وترامب يغرد
يستعد المستثمرون حول العالم لثاني تخفيض على التوالي لأسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماع لجنته للسياسة النقدية يومي 17 و18 سبتمبر.
وقال مؤخرا رئيس الفيدرالي جيروم باويل إن البنك المركزي يبقى ملتزما بمواصلة دعم دورة نمو الاقتصاد الأمريكي ملمحا أنه وزملائه سيخفضون على الأرجح أسعار الفائدة خلال 2020. ولكن على الرغم من ذلك، يجعل الرئيس دونالد ترامب الأمور أصعب على باويل.
فقد جدد ترامب هجومه على الفيدرالي بعد تخفيض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس الذي قاد اليورو للإنخفاض في باديء الأمر، مغردا ان المركزي الأوروبي "ينجح" في تخفيض قيمة اليورو مرة أخرى مقابل الدولار القوي جدا، مما يضر الصادرات الأمريكية" بينما الفيدرالي "يجلس ساكنا".
وأقر باويل بوجود "أراء متنوعة" بين صانعي السياسة وتعكس صياغته المتأنية إنقساما داخل البنك المركزي الأمريكي حول الطريقة المثلي للتجاوب مع اقتصاد فيه سوق العمل وإنفاق المستهلك يصمدان بينما أمور من بينها التوترات التجارية بين بكين وواشنطن واحتمال خروج بريطانيا بشكل فوضوي من الاتحاد الأوروبي وتباطؤ عالمي واسع النطاق تشكل مخاطر.
وخفض الفيدرالي أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات في يوليو. ويشير تسعير السوق إلى ان المستثمرين يتوقعون تخفيضا جديدا بمقدار ربع نقطة مئوية الاسبوع القادم.
2/ الخميس الكبير
بعد حزمة تحفيز كبيرة من البنك المركزي الأوروبي، ينتظر المستثمرون ليروا ما هي الرسالة من بنوك مركزية أخرى. سيخفض الفيدرالي بالطبع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية يوم الاربعاء. لكن يشهد الخميس اجتماعات سياسة نقدية في اليابان وبريطانيا والنرويج وسويسرا.
وتقول مصادر إن بنك اليابان سيناقش مزيدا من التيسير النقدي وربما حتى يقرر التحرك لتفادي ضرر اقتصادي أكبر، بحسب ما يتنبأ به ثلث المحللين الذين استطلعت رويترز أرائهم. وقد تظهر بيانات قادمة استمرار هبوط صادرات اليابان وتسجيل التضخم هناك أدنى مستوى في عامين. ولكن المشكلة التي تواجه بنك اليابان هي نفس المشكلة في أماكن أخرى: ألا وهي كيف يضخ تحفيزا بدون الإضرار بالبنوك على نحو أكبر، وكيف يجعل التحفيز فعالا.
وتلتزم سويسرا، بسعر فائدة سالب 0.75%، الصمت حتى الأن بشأن احتمال الإحتذاء بتحفيز المركزي الأوروبي لكنها قلقة بشأن صعود الفرنك إلى أعلى مستوياته في عامين مقابل اليورو. وعلى الجانب الأخر، لم تعد محتملة الزيادة المتواصلة في "الودائع عند الطلب" لدى المركزي السويسري إذ بلغت حوالي 600 مليار فرنك حيث يتدخل البنك المركزي للحد من مكاسب العملة.
ويخيم البريكست بظلاله على إستراتجية بنك انجلترا لكن النرويج، واحدة من البنوك المركزية القليلة جدا التي لازالت تمضي في زيادة أسعار الفائدة، قد ترفع الفائدة مجددا يوم 19 سبتمبر. ولكن مع تسارع التيسير النقدي في كل مكان، فمن المرجح جدا ان يكتب هذا نهاية لدورة النرويج من التشديد النقدي.
ويوجد اهتمام أيضا بالأسواق الناشئة، حيث من المتوقع ان تخفض البرازيل 50 نقاط أساس يوم الاربعاء. ويجتمع أيضا البنك المركزي لجنوب أفريقيا يوم الخميس، لكن ليس من المتوقع ان يتحرك. لكن في هذه الأيام، كل شيء وارد.
3/ الحرب التجارية وبوادر تصالحية
سارعت الأسواق المالية في إنتهاز بوادر تصالحية مؤخرا بين بكين وواشنطن وإعتبرتها علامة تدعو للتفاؤل بإتفاق وشيك في الحرب التجارية الممتدة. ولكن ربما يكون هذا نتيجة لإنهاك من التغريدات والتصريحات أكثر منه تفاؤل حقيقي.
ويظهر استطلاع أجرته رويترز شمل 60 خبيرا اقتصاديا إن 80% منهم يتوقعون ان تتدهور العلاقات بين بكين وإدارة ترامب أو في أحسن الأحوال تبقى على حالها حتى نهاية 2020.
وشهد هذا الاسبوع إعفاء بكين بعض المنتجات الزراعية الأمريكية من رسوم إضافية وتأجيل ترامب زيادة رسوم على بضائع صينية معينة لمدة أسبوعين. ويجتمع مسؤولون أمريكيون وصينيون على مستوى متوسط في الأسبوع المقبل تمهيدا لمحادثات بين المفاوضين التجاريين الكبار في أوائل أكتوبر.
وفي نفس الأثناء، أصدر صندوق النقد الدولي تحذيرات صارمة من انخفاض في نمو الاقتصاد العالمي العام القادم. وترى الدول المجاورة للصين تراجعا في معدلات النمو مع إنهيار صادراتها إلى البر الرئيسي الصيني.
وعلى الجانب المشرق، كانت فيتنام مستفيدا من سعي الشركات للإنتقال أو تغيير مساراتها التجارية. كما أعلنت تايلاند حزمة حوافز ضريبية ومناطق استثمارية وتشريعات جديدة قد تجذب شركات من الصين واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية. ولكن إذا كانت التوترات تقلص كعكة التجارة العالمية، فإن أي إحتفال في جنوب شرق أسيا ربما يكون قصير الآجل.
وستعلن الصين أيضا بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة لشهر أغسطس يوم الاثنين.
4/ معارك البريكست
من المتوقع ان تزداد دراما البريكست التي لا تنتهي في بريطانيا سخونة –هذه المرة في المحكمة العليا للبلاد.
سيطعن رئيس الوزراء بوريس جونسون على حكم من أعلى محكمة طعون في إسكتلندا بأن قراره تعليق عمل البرلمان لخمسة أسابيع غير قانوني ويجب إبطاله. وستطعن جينا ميلر على رفض طلبها بمراجعة قضائية لقرار جونسون تعليق عمل البرلمان. ومن المقرر ان تستمع المحكمة العليا في بريطانيا يوم الثلاثاء للقضيتين.
وتم النظر لتعليق عمل البرلمان حتى 14 أكتوبر كخطوة تكتيكية من جونسون لضمان الإحتفاظ بموقف تفاوضي قوي مع بروكسل.
وأراد جونسون ان يظهر إنه قادر على تنفيذ بريكست بدون اتفاق يوم 31 أكتوبر. وصدقه مستثمرون كثيرون مما قاد الاسترليني لإنخفاض حاد إلى مستويات لم تتسجل منذ 1985 في أوائل سبتمبر.
ولكن يبدو ان الطاولة قد إنقلبت عليه في الوقت الحالي حيث تمكن البرلمان من إقرار قانون يجبر جونسون على تمديد موعد البريكست إذا لم يتم التوصل لإتفاق بحلول 19 أكتوبر. ويقول متعاملون إن هذا حد بشكل أكيد من إحتمالية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق يوم 31 أكتوبر، لكن مخاطر البريكست بدون اتفاق بعد هذا الموعد لازالت مرتفعة.
5/ المستفيدون من تيسير الفيدرالي
إذا أجرى الفيدرالي تخفيضا كبيرا لأسعار الفائدة يوم الاربعاء سيكون ربما المكان الذي تتوجه إليه هو الأجزاء التي تنطوي على مخاطر أكبر في العالم تلك التي لازال لديها أسعار فائدة بوسعك ان تراها بالعين المجردة.
فيعني انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأسعار الفائدة السالبة في قلب أوروبا واليابان ان السندات مرتفعة العائد من دول مثل تركيا أو أوكرانيا أو الإيكوادور أو مصر أو البرازيل أو أجزاء من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تبدو أكثر جاذبية.
يتجه الاسترليني نحو تسجيل أكبر مكسب أسبوعي منذ مايو مقابل الدولار بعد ان جددت أنباء عن تخفيف سياسيين بريطانيين لموقفهم تجاه البريكست التفاؤل بشأن إتفاق محتمل. وتراجعت السندات البريطانية مع إنحسار الطلب على الدين الحكومي كملاذ آمن.
كما يتجه الاسترليني نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي مقابل اليورو، في أطول فترة صعود منذ 2016، بعد ان ذكرت صحيفة التايمز إن الحزب الديمقراطي الوحدوي، الحليف لحزب المحافظين الحاكم، سيقبل بإتفاق جديد يحل بديلا عن ألية الباكستوب المثيرة للخلاف الخاصة بالحدود الأيرلندية. وواصل الاسترليني، الذي إستفاد أيضا من ضعف واسع النطاق في الدولار، صعوده حتى بعد ان شكك بعض أعضاء الحزب الأيرلندي الشمالي في التقرير.
وقال فالنتين مارينوف، رئيس بحوث عملات مجموعة العشرة في كريدي أجريكول، إن الخبر" تم نفيه بعدها بقليل لكن يبدو إنه قد فاجأ الأسواق". "أعتقد ان الأسواق تشتم انه قد يكون هناك إتفاق في النهاية".
وقفز الاسترليني 1.1% يوم الجمعة إلى 1.2476 دولار، وهو أقوى مستوياته منذ 25 يوليو ويرتفع 1.4% خلال الأسبوع. وصعد 0.7% خلال الجلسة إلى 89.11 بنسا مقابل اليورو. وزاد العائد على السندات البريطانية لآجل عشر سنوات بمقدار سبع نقاط أساس إلى 0.74%، وهو أعلى مستوى منذ يوليو.
تراجعت أسعار الذهب يوم الجمعة في طريقها نحو ثالث إنخفاض أسبوعي على التوالي مع إنتعاش الأسهم وصعود عوائد السندات لأعلى مستوياتها منذ أسابيع عديدة بعد بيانات قوية لمبيعات التجزئة الأمريكية ووسط آمال بإنحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وإنخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1495.41 دولار للاوقية في الساعة 1500 بتوقيت جرينتش ويفقد حوالي 0.7% حتى الأن هذا الأسبوع.
ونزلت العقود الاجلة الأمريكية للذهب 0.3% إلى 1503.10 دولار للاوقية.
وارتفعت عوائد السندات الأمريكية عبر كافة آجالها بعد ان أظهرت بيانات ان مبيعات التجزئة ارتفعت في أغسطس مما يشير إلى تضاؤل فرص حدوث ركود في أكبر اقتصاد في العالم.
وإنتعشت أسواق الأسهم وسط مزيد من الدلائل على تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وإجراءات تحفيز إضافية من البنك المركزي الأوروبي.
وقدمت واشنطن وبكين بوادر تصالحية لتهدئة الخلاف بينهما مما عزز بشكل أكبر شهية المخاطرة في الأسواق.
ويترقب المستثمرون الان اجتماع البنك المركزي الأمريكي الاسبوع القادم، الذي فيه من المتوقع ان يخفض سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس على الأقل للمرة الثانية على التوالي.
وقال محللون إن السياسة النقدية التيسيرية التي تتبناها البنوك المركزية الرئيسية إلى جانب المخاوف من تخمة في الديون الحكومية سالبة العائد عالميا سيواصلان دعم المعدن النفيس على المدى الأطول.
خرج الخلاف بين مسؤولي البنك المركزي الأوروبي حول التيسير الكمي للعلن وسط إنقسام غير مسبوق هذا الأسبوع حول الحاجة للمزيد من مشتريات السندات.
وفي سلسلة من التعليقات يوم الجمعة، دافع مسؤولان عن التحفيز الذي كشف عنه رئيس البنك ماريو دراغي لإنعاش الاقتصاد المتداعي لمنطقة اليورو. وفي معارضته، قال روبرت هولزمان محافظ البنك المركزي النمساوي إن مزيدا من التيسير الكمي ربما كان قرارا خاطئا ووصفه كلاس كنوت محافظ المركزي الهولندي بغير المتناسب وقال ينز فايدمان رئيس المركزي الألماني إن البنك المركزي الأوروبي تصرف بشكل مبالغ فيه.
وجاء قرار دراغي في اجتماع يوم الخميس رغم معارضة من ألمانيا وفرنسا، أكبر اقتصادين في المنطقة. وربما يثير الخلاف شكوكا حول عزيمة مجلس محافظي البنك المركزي على مواصلة التحفيز بعد ان يرحل دراغي في نوفمبر ويحل بديلا عنه المديرة السابقة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد.
ويبرز هذا الكشف عن الخلافات مدى التوترات بين صانعي السياسة مما يزيد الشكوك حول فعالية التحفيز، بجانب القلق بشأن الأثار الجانبية السلبية. ومن بين المتحدثين كان أولي ريهن محافظ المركزي الفنلندي، المؤيد لحزمة يوم الخميس، الذي قال إن الوحدة داخل المركزي الأوروبي مهمة من أجل الحفاظ على المصداقية.
وقال ريهن لتلفزيون بلومبرج في مقابلة "دائما من الأفضل تفادي الإنقسام الزائد، خاصة في العلن". "نجري مناقشات طبيعية داخل مجلس محافظي البنك ومن الهام أن نحتفظ بوحدتنا خلال الظهور في المناسبات العامة".
وفي دول بعض الأعضاء المعارضين بمجلس محافظي البنك، أثارت حزمة تحفيز دراغي إنتقادات. وإنتقد وزير المالية الهولندي القرار بتخفيض أكثر لأسعار الفائدة دون الصفر وإعتبره ضارا لصناعة معاشات التقاعد في الدولة. ووصفت صحيفة "بيلد" الأكثر مبيعا في ألمانيا دراغي "بدراكولا" لإمتصاصه الفائدة من المدخرين. وقال فايدمان للصحيفة يوم الجمعة إنه سيتأكد ألا تتأجل دون داعي زيادات أسعار الفائدة.
ويعد إلتزام المركزي الأوروبي بشراء ديون بقيمة 20 مليار يورو (22 مليار دولار) شهريا لأطول وقت مطلوب نقطة الخلاف الرئيسية بين صانعي السياسة. وقال هولزمان محافظ البنك المركزي النمساوي، الذي إنضم لمجلس محافظي المركزي الأوروبي هذا الشهر، إن حزمة التيسير الأحدث ربما خطأ ويمكن تغييرها بمجرد تولي لاجارد.
وقال في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج يوم الجمعة في هلسنكي "لا أعتقد إنها ستستمر لعقود قادمة". وأردف إن لاجارد "ليست شخصا ضعيفا".
وأيضا متحدثا من هلسنكي، رد ريهن ان المركزي الأوروبي إتخذ قرارا جيدا جدا حظى بتوافق واسع. وأضاف إنه لم يكن أبدا خطأ، وإنما أفضل مسعى من مجلس محافظي البنك للرد على تباطؤ اقتصادي ناتج عن تصاعد التوتر التجاري، الذي تطور الأن إلى حرب تجارية".
وقدم كنوت محافظ المركزي الهولندي وجهة نظر مختلفة. وفي بيان غير معتاد يوم الجمعة، زعم إنه توجد أسباب وجيهة للتشكيك في ان الحزمة، خاصة برنامج شراء الأصول، سيكون فعالا.
وقال كنوت إن التضخم المنخفض "مقلق، لكن لا يعني ان إستئناف إجراء واسع النطاق مثل برنامج شراء الأصول هو الأداة المناسبة".
وتشير الحرب الكلامية بين مسؤولي البنك المركزي إلى خلافات جوهرية في الكيفية التي يرون بها الوضع الاقتصادي—مع تأثر ربما أحكامهم بالأوضاع المتفاوتة لاقتصاداتهم.
فرغم ان قطاع التصنيع الألماني في ركود، إلا ان الاقتصاد المحلي يبقى قويا والبطالة قرب مستوى قياسي منخفض. وتواجه هولندا إنتعاشة في سوقها العقارية. وتحتاج إيطاليا ان تبقى أسعار الفائدة منخفضة لتتعامل مع دينها العام الهائل.
تحصل أخيرا أسواق المحاصيل الزراعية الأمريكية على هدنة حيث أطلقت دلائل على ان الصين ستطلب صادرات زراعية أمريكية مكاسب أسبوعية كبيرة في الذرة والفول الصويا والقطن ولحم الخنزير.
وتشجع الصين شركاتها على شراء منتجات زراعية أمريكية، وأعلنت إعفائها من الرسوم العقابية الإضافية. وتتجه أسعار محاصيل كثيرة إلى تحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ يونيو على الأقل على تفاؤل بأن بكين وواشنطن تقتربان من التوصل إلى إتفاق. وأدى النزاع التجاري المستمر منذ أكثر من عام إلى تآكل أرباح المزارعين وزاد مستويات الدين في الولايات المتحدة مع تراجع الطلب الصيني.
ووردت يوم الجمعة دلائل على مشتريات جديدة من الصين حيث أعلنت الحكومة الأمريكية بيع 204 ألف طنا من الفول الصويا إلى البلد الأسيوي، وهذا أول إعلان من نوعه منذ أكثر من شهرين.
وساعدت الأخبار التجارية أسواق الحبوب على تجاهل تقرير من وزارة الزراعة الأمريكية يوم الخميس أظهر حصادا أكبر مما توقع المحللون.
ارتفعت عوائد السندات الأمريكية يوم الجمعة مسجلة أعلى مستوياتها منذ أسابيع عديدة مع إنحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد مزيد من البوادر التصالحية، بجانب تراجع إحتمالات حدوث ركود أمريكي عقب بيانات أقوى من المتوقع لمبيعات التجزئة.
وسجلت عوائد السندات الأمريكية لآجل 10 سنوات و30 عاما أعلى مستويات في خمسة أسابيع، في حين لامست عوائد السندات لآجل عامين ذروتها في ست أسابيع. وتتجه عوائد السندات لآجل عشر سنوات و30 عاما نحو أكبر صعود أسبوعي لها منذ إنتخاب الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر 2016.
كما يتجه عائد السندات الأمريكية لآجل عامين نحو تحقيق أكبر زيادة أسبوعية منذ يونيو 2009.
ويوم الجمعة، ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" إن بكين ستعفي بعض المنتجات الزراعية الأمريكية من الرسوم الإضافية. وقدمت الولايات المتحدة والصين بوادر تصالحية إذ جددت الصين مشتريات السلع الزراعية الأمريكية وأجل ترامب زيادة في الرسوم على سلع صينية محددة.
وعلى صعيد البيانات، زادت مبيعات التجزئة الأمريكية في أغسطس 0.4% بدعم من الإنفاق على السيارات ومواد البناء والرعاية الصحية. وكان متوسط التوقعات يشير إلى زيادة قدرها 0.2% في أغسطس.
وفي أحدث معاملات، ارتفع عائد السندات القياسية لآجل 10 سنوات إلى 1.829% من 1.791% في أواخر تعاملات الخميس، وسجل أعلى مستوى جديد في خمسة أسابيع عند 1.843% بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة.
وزاد عائد السندات لآجل 30 عاما إلى 2.301% من 2.264% يوم الخميس، ملامسا أيضا أعلى مستوى في 5 أسابيع عند 2.317%.
ارتفعت ثقة المستهلك الأمريكي في سبتمبر لتتعافى من إنخفاض حاد في إشارة إلى أن المستهلكين ربما يواصلون دفع عجلة النمو الاقتصادي رغم عدم اليقين المتزايد.
وأظهرت بيانات يوم الجمعة إن القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميتشجان لثقة المستهلك ارتفعت إلى 92 نقطة من أدنى مستوى في نحو ثلاث سنوات 89.8 نقطة في أغسطس. وتحسن المؤشران الفرعيان للأوضاع الراهنة والتوقعات.
وتظهر هذه القراءة الإيجابية إن المستهلكين الأمريكيين ربما يتغاضون عن الحرب التجارية وتباطؤ النمو العالمي ويواصلون دعم أطول دورة نمو اقتصادي على الإطلاق في ظل صمود سوق العمل. وأظهرت بيانات في وقت سابق يوم الجمعة إن مبيعات التجزئة الأمريكية في أغسطس فاقت التوقعات بتسجيل زيادة شهرية قدرها 0.4% مع تعديل قراءة يوليو بالرفع.
وكان إستهلاك الأفراد، الجزء الأكبر من الاقتصاد، المحرك الأكبر للنمو الاقتصادي في الربع الثاني.
وقد زادت المخاوف حول أثر الرسوم الجمركية على الاقتصاد، مع إشارة 38% من المشاركين في المسح إلى التأثير السلبي، وهي أعلى نسبة منذ مارس 2018، بحسب ما جاء في التقرير.
وتعد القراءة للنصف الأول من الشهر هي الأولى منذ ان زاد الرئيس دونالد ترامب رسوما على سلع صينية يوم الأول من سبتمبر.
تخطى عجز الميزانية الأمريكية تريليون دولار في أول 11 شهرا من العام المالي حتى أغسطس، بحسب بيانات من وزارة الخزانة، لكن من المتوقع ان ينحسر العجز بنهاية العام بفضل زيادة في حصيلة الإيرادات الضريبية.
وعادة ما يشهد سبتمبر، الشهر الأخير من العام المالي، فائضا حيث تُستحق فيه مدفوعات الضرائب الفصلية. وتشير تقديرات مكتب الميزانية التابع للكونجرس ان عجز الميزانية في 2019 سيبلغ 960 مليار دولار.
ومنذ الأول من أكتوبر، ارتفع عجز الميزانية حوالي 19% إلى 1.07 تريليون دولار، وفق تقرير الميزانية الشهري لوزارة الخزانة المعلن يوم الخميس. وبلغ العجز المقارن قبل عام 898.1 مليار دولار.
وتلقت الميزانية دفعة من الرسوم الجمركية، التي قفزت إلى 64 مليار دولار في العام المالي حتى الأن من 36.7 مليار دولار قبل عام، مما يعكس رسوم إدارة ترامب على واردات قادمة من الصين وعلى الصلب وسلع أخرى. وعلى الرغم من ذلك، يمثل العائد من الرسوم الجمركية نسبة صغيرة من إجمالي الإيرادات الاتحادية.
وفي العام المالي حتى الأن، تظهر البيانات ارتفاع الإيرادات 3% مقارنة بالعام السابق إلى 3.09 تريليون دولار. وزيادة النفقات 7% إلى 4.16 تريليون دولار.
وذكرت وكالة بلومبرج نقلا عن مصادر مطلعة يوم الخميس ان مسؤولي إدارة ترامب ناقشوا عرض إتفاق تجاري محدود على الصين سيؤجل أو حتى يلغي بعض الرسوم الأمريكية لأول مرة مقابل إلتزامات صينية حول الملكية الفكرية والمشتريات الزراعية. وهذا لازال مقترحا مبدئيا ولم يؤيده حتى الأن الرئيس دونالد ترامب.
وبلغ العجز الشهري في أغسطس 200.3 مليار دولار—أقل من عجز قدره 214.1 مليار دولار في أغسطس 2018، بحسب بيانات وزارة الخزانة.
تعافت عوائد السندات الألمانية بجانب اليورو يوم الخميس وتراجعت أسهم البنوك الأوروبية حيث أثيرت شكوك حول فعالية قرار البنك المركزي الأوروبي تخفيض أسعار الفائدة والتعهد بمشتريات سندات لآجل غير مسمى.
وخفض المركزي الأوروبي سعر فائدته على الودائع 10 نقاط أساس إلى مستوى قياسي جديد سالب 0.5% وتعهد بأن تبقى أسعار الفائدة عند مستواها الحالي أو أدنى لفترة أطول وقال إنه سيستأنف مشتريات السندات بوتيرة 20 مليار يورو شهريا بدءا من يوم الأول من نوفمبر.
وخفف أيضا شروط ألية منح قروض طويلة الآجل للبنوك وقال إنه سيقدم سعر فائدة متدرج على الودائع للحد من الأثر السلبي على ربحية القطاع المصرفي.
ولاقت حزمة الإجراءات ترحيبا في البداية من المستثمرين الذين إنحسرت مؤخرا توقعاتهم بتيسير نقدي قوي بفعل تعليقات بعض مسؤولي المركزي الأوروبي.
وإنخفض عائد السندات الإيطالية لآجل عشر سنوات إلى مستوى قياسي 0.76%، ليصل الفارق مع السندات الألمانية إلى 136 نقطة أساس—وهو أقل فارق منذ مايو 2018 بينما شهدت السندات الألمانية طويلة الآجل تهاوي عائدها 11 نقطة أساس خلال الجلسة.
ولكن خلال المؤتمر الصحفي لماريو دراغي، ارتفعت تكاليف الإقتراض الألمانية بينما تعافى اليورو من مستويات منخفضة.
وبحلول الساعة 1430 بتوقيت جرينتش، زاد بشكل هامشي عائد السندات الألمانية لآجل عشر سنوات خلال الجلسة إلى سالب 0.56% بعد تراجعه 8 نقاط أساس. وارتفع عائد السندات لآجل عامين 8 نقاط أساس إلى سالب 0.74%.
وقال راينر غونترمان، خبير أسعار الفائدة لدى كوميرز بنك في فرانكفورت، "كانت حزمة كبيرة لكن في المؤتمر الصحفي، كان هناك بعض الإدراك ان السياسة النقدية تصل إلى أقصى حدودها".
وأردف "دراغي شدد على الحاجة لتحفيز مالي، ربما هذا ما قاد السوق للإنخفاض قليلا".
وتعافى بحدة اليورو من خسائر مُني بها في تعاملات سابقة وتداول مرتفعا 0.4% عند 1.1051 دولار بعد نزوله في وقت سابق إلى 1.0927 دولار—قرب أدنى مستوى في 28 شهرا 1.0926 دولار الذي لامسه في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال محللون إن صعود اليورو جاء بعد ان أبلغ دراغي الصحفيين إنه لم يكن هناك نقاش حول رفع حدود إصدار الدول للسندات في إطار برنامج شراء الأصول. وأشاروا إن هذا أثار شكوكا حول مدى إستمرار برنامج التيسير الكمي، بينما دعواته المتكررة لتحفيز مالي دعمت أيضا العملة الموحدة.
وأعطت أيضا أنباء غير مؤكدة عن إتفاق مؤقت بين الولايات المتحدة والصين لتأجيل الرسوم التجارية دفعة لأسواق الأسهم وأضعفت السندات التي تعد ملاذا آمنا مما جعل من الصعب قراءة إستجابة السوق لقرارات البنك المركزي الأوروبي.
يوازن المحافظ الجديد للبنك المركزي التركي بين إرضاء الرئاسة والأسواق.
بعد تكليفه بمهمة تخفيض أسعار الفائدة من قِبل الرئيس رجب طيب أردوجان، أتبع محافظ البنك مراد أوصال تخفيضه القياسي للفائدة في يوليو بخطوة جريئة أخرى يوم الخميس. وبينما وصلت لجنة السياسة النقدية تحت قيادته بتخفيضات أسعار الفائدة إلى 7.5%، إلا إن اللجنة ألمحت إلى نطاق أقل لتخفيضات أكبر وقالت إن التضخم من المرجح الأن ان ينهي العام دون توقعاتها السابقة. وفي المقابل ارتفعت الليرة.
وقال سيمون هارفي، محلل العملات في مونيكس يوروب والمقيم في لندن، إنه بالحكم بناء على ردة الفعل في سوق العملات، فإن المحافظ "يمكن ان يدون هذا اليوم كيوم موفق". "أوصال لازال يسير على حبل مشدود وسط ضغط سياسي والحاجة لتحفيز النمو الاقتصادي والحفاظ على إتجاه عام من انحسار التضخم".
وجاء جزئيا ترحيب السوق بتخفيض 325 نقطة أساس يوم الخميس—أكثر 50 نقطة أساس من متوسط التوقعات في مسح بلومبرج—بدافع إرتياح جماعي. فقد أشار أردوجان في عطلة نهاية الأسبوع إن تركيا ستخفض قريبا أسعار الفائدة إلى خانة الأحاد، مما أثار خوف المتعاملين الذين بدأوا يستعدون لتخفيض ضخم.
ومنذ ان إستبدل أردوجان سلف أوصال لعدم التحرك سريعا، يبقى الخوف من ان يضغط الرئيس بشكل مكثف جدا على البنك المركزي لتلبية طلبه بتخفيض أسعار الفائدة، مما يترك الليرة مهددة بموجة بيع مثل التي تعرضت لها الصيف الماضي.
وعلى كل الأحوال، بدأ الاقتصاد يعوض ما خسره خلال ركود قصير الأجل، ولا يوجد مجال يذكر للتحفيز المالي.
وبجانب تفادي الدخول في تحد مع أردوجان، أحرز البنك المركزي نقاطا أيضا لدى المستثمرين بتعديل إرشاداته المستقبلية بالتلميح إنها يقترب من إنهاء دورته من التيسير النقدي.
وقال البيان المصاحب لقرار الفائدة من لجنة السياسة النقدية "في تلك المرحلة، الموقف الحالي للسياسة النقدية، إلى حد كبير، يعتبر متماشيا مع مسار إنخفاض التضخم المتوقع".
وبالنسبة للمتعاملين، حملت الرسالة ثقلا إضافيا في ضوء التوقعات بتباطؤ كبير في نمو الأسعار هذا الشهر.
وقد يتراجع التضخم دون 10% خلال أكتوبر مما يعطي أوصال مجالا لتخفيض أسعار الفائدة مجددا لكن بدون تهديد سعر الفائدة الحقيقي الذي تقدمه سندات الدولة.
وبحسب أحدث توقعات من البنك المركزي، سينهي نمو الأسعار في تركيا، حاليا عند 15%، هذا العام عند 13.9%.
وقال غويلوم تريسكا، الخبير الاستراتيجي لدى كريدي أجريكول، "الفكرة هي الإحتفاظ بعوائد حقيقية جذابة". "سيواصلون تخفيض أسعار الفائدة، وفي الأجواء حالية في الأسواق الناشئة هذا أمر يمكن ان تتحمله الليرة".
وهذا ربما يطرب أذان أردوجان. ومع إقتراب جلسة التداول من نهايتها، تقترب الليرة من أقوى مستوياتها منذ أسبوع. وارتفعت 1.5% مقابل الدولار في الساعة 3:02 بتوقيت إسطنبول مدعومة بأحدث تحول من البنك المركزي الأوروبي نحو التحفيز النقدي.
وعلى الرغم ذلك، نقطة التوتر القادمة قد تكون وشيكة. فسيكون أوصال حكيما بألا يخطيء الظن ويعتبر صبر السوق تهاونا.
وقال فونيكس كالين، الخبير الاستراتيجي في سوستيه جنرال، "الساحة ممهدة لمواجهة أخرى بين السوق والبنك المركزي، حيث من المتوقع ان يرتفع التضخم مع نهاية العام". "مجاله للمناورة إنحسر بشدة، بينما المجال لحدوث أخطاء سياسة نقدية إتسع في نفس الوقت".